لا شك بأن تركيا وجهة مميزة للعديد من الجنسيات العربية و الأجنبية لأنها من أهم الدول الصاعدة في الشرق الأوسط، حيث أنها في العقود الأخيرة أصبحت تستقطب الكثير من السياح و الزائرين القادمين للاستقرار بهدف الدراسة، العمل أو الاستثمار نظراً لما توفره الحكومة التركية من تسهيلات و امتيازات عدة.
لكن علينا أن لا نغفل عن حقيقة أن إسطنبول و التي هي واحدة من أكبر مدن العالم رغم تمتعها بالكثير من الإيجابيات التي جذبت العديد من مواطني العالم لها سلبيات عديدة كغيرها من المدن الكبيرة والتي يجب توخي الحذر منها أثناء الإقامة فيها.
لذا في هذا المقال سنسرد إيجابيات و سلبيات العيش في إسطنبول و ما هي الأمور التي يجب الانتباه إليها أثناء الإقامة في إسطنبول
أولا إيجابيات العيش في اسطنبول:
١- موقع اسطنبول المتميز :
اسطنبول، المدينة الحديثة و الحيوية ، هي مزيج رائع من الثقافة الشرقية والغربية إضافة إلى تاريخها العميق والثري . رعلى الرغم من أنها ليست عاصمة تركيا، إلا أن اسطنبول لا تزال المركز الثقافي والتجاري للبلاد والعالم كله كونها نقطة التقاء بين قارتي آسيا و أوروبا و لهذا يعتبر موقعها موقع استراتيجي و هام جداً.
٢- جمال طبيعة اسطنبول:
حيث أن جمال طبيعة اسطنبول لا يخفى على أحد و السائح يجد خيارات عديدة و متنوعة في وجهاتها السياحية الساحرة، فنرى امتزاج الطبيعية الغناء في البحار و خضرة الأشجار، ناهيك عمّا تشتهر به من بحيرات وغابات ومعالم حضارية و آثار.
٣- الثقافة المشتركة بين العرب و الأتراك:
في تركيا لن ينال منك شعور الغربة عن بيئتك أو ثقافتك فعادات و ثقافة الشعب التركي قريبة جداً من عادات و ثقافة الشعب العربي حيث أن التزام الأتراك بعاداتهم وتقاليدهم، و بقيم الحياة الشرقية والإسلامية أيضاً موجود و بقوة.
٤- تعدد الجامعات و المدارس:
تنقسم الجامعات في تركيا ما بين جامعات حكومية تقدم تعليمها بالمجان أو بتكاليف محدودة للطلاب الأجانب، أو جامعات خاصة تتوفر فيها مجموعة واسعة من الفرص وبأقساط جامعية متفاوتة بين جامعة وأخرى وتخصص وآخر، و جامعات اسطنبول تحجز مكانة عالية على سلم الترتيب العالمي للجامعات.
و بالنسبة للمدارس فقد أولت الدولة التركية جلَّ اهتمامها في العقود الأخيرة لتطوير مستوى التعليم بكافة مراحله، ولذلك فإن التعليم العام في مدارس الدولة لا يقل عنه اهتماماً في التعليم الخاص. ويتميز التعليم الحكومي بكونه مجانياً، وترصد الحكومة التركية ميزانية كبيرة لتطوير التدريس وأدواته في مدارسها، وهو ما ستلمسه بشكل واضح عند زيارتك لواحدة من هذه المدارس.
٥- تسهيلات بخصوص الحصول على الإقامة و الجنسية التركية:
يمكن للقادمين الجدد إلى تركيا التقدم للحصول على تصريح إقامة و يكون تبعاً لسبب التواجد في تركيا، فحسب الموقع الرسمي لوزارة الداخلية التركية، فإنها صنّفت هدف إقامة الأجانب على الأراضي التركية في 6 أنواع رئيسية:
- الإقامة قصيرة الأجل: تشمل الإقامة السياحية، وإقامة العقار، وإقامة العمل، والعلاج، وتعلم اللغة التركية.
- الإقامة العائلية
- إقامة الطالب
- إقامة طويلة الأجل
- الإقامة الإنسانية
- تصريح الإقامة لضحايا الإتجار بالبشر
أما بالنسبة للحصول على الجنسية التركية عن طريق الاستثمار: من أجل العيش في تركيا يجب الحصول على تصريح إقامة؛ ومع ذلك، فإن بعض الأجانب و عائلاتهم يرغبون في الحصول على الجنسية التركية مباشرة. لذا تعد تركيا و بالأخص اسطنبول الوجهة المميزة التي تساعدك على القيام باستثمار عقاري ناجح و الحصول على الجنسية التركية. إذا استثمرت $400.000 أو أكثر في العقارات وتعهدت بالاحتفاظ بها لمدة ثلاث سنوات على الأقل ، فيمكنك التقدم بطلب الحصول أنت و عائلتك على الجنسية التركية و التمتع بحقوق المعيشة والعمل تمامًا مثل السكان المحليين.
٦- وسائل المواصلات المتعددة:
شبكة المواصلات العامة في إسطنبول شبكة متكاملة تهدف لتأمين التنقلات إلى كل أنحاء المدينة بسلاسة، حيث تم تأسيس شبكة المواصلات لتستوعب الازدحام الشديد داخل المدينة، إذ نجد الحافلات، وخط مترو أنفاق اسطنبول، الميتروبوس، و الترامواي، والبواخر البحرية وسيارات الأجرة، وغيرها من الوسائل التي تؤمن الخدمات العامة في مدينة إسطنبول.
٧- الخدمات الطبية المميزة:
تتميز اسطنبول بتوافر مراكز للعلاج و مستشفيات على مستوى عالٍ من الرعاية الطبية، و قد ذاع صيت هذه المستشفيات و المراكز على مستوى العالم و بخاصة في مجال التجميل و علاج حالات الصلع (بحسب وكالة نيو ترك الإخبارية)، إلى جانب توافر مراكز و عيادات خاصة منتشرة في اسطنبول تقدم خدمات طبية متكاملة بأسعار مخفضة.
٨- تكلفة العيش: يمكن تصنيف تركيا بين الدول المتوازنة في مصاريفها مع مدخولها فلا تعتبر مصاريف العيش باهظة بل على العكس، مقارنة بباقي الدول تعتبر تركيا من بين البلاد ذات التكلفة المعيشية المنخفضة و الجدير بالذكر منها: أسعار المواصلات، أسعار الطعام و الشراب، أسعار الثياب، و أسعار التأمين و الرعاية الصحية مما يجعل تركيا وجهة للكثير من الأجانب و السياح. بحسب وكالة أنباء تركيا
ثانياً: سلبيات العيش في اسطنبول:
١- اللغة المختلفة:
اختلاف اللغة يشكل حاجزاً و عائقاً أمام من يريد التواصل و التفاهم في تركيا حيث أن الشعب التركي ذو اعتزاز كبير بلغته حيث أنهم يرفضون استعمال لغة غير لغتهم التركية مع الأجانب، لذلك يجب على الأجانب القادمين إلى تركيا الحرص على تعلم اللغة التركية لعدم مواجهة مشاكل.
٢- عنصر الأمان:
أن اسطنبول واحدة من أكبر المدن في تركيا مساحة و أكثرها ازدحاماً كما يوجد جنسيات متعددة فيها و لهذا السبب قد يُخشى من السرقات في بعض المناطق فيها خاصة الشعبية منها فلا يُنصح بالعيش في مثل هذه الأحياء بل ننصح بالعيش داخل مجمعات سكنية راقية في مناطق مثل بيليكدوزو، باشاك شهير، بهشته شهير وغيرها التي توفر خدمة الحراسة و الأمن 7/24 و عدة خدمات أخرى حيث يمكن لأم و أطفالها أو كبار السن السكن فيها بشكل آمن و بدون خوف.
و ننصح بفتح حساب في البنوك التركية المعتمدة و إيداع أموالك فيها، و استخدام الفيزا كارت (بطاقة الائتمان البنكية) في عمليات الشراء و سحب المبالغ الصغيرة عوضاً عن حمل مبالغ مالية كبيرة.
٣- مسائل خاصة بالمغتربين:
الانتقال من دولة إلى أخرى قد يبدو سهلاً لبعض الناس و قد يواجه البعض الآخر صعوبة فيه، لكن يمكن التعايش والتعامل مع هذه المسائل بسهولة عبر تكوين فكرة واضحة عن نظام العيش، و المصاريف، و الضرائب، و قوانين الإقامة في تركيا من خلال إجراء بحث موسع عن طريق الانترنت.
و هكذا نرى أن إيجابيات العيش في اسطنبول أكثر من سلبياته لأن اسطنبول تمتلك مقومات الحياة الرغيدة و الحركة المتنوعة من تاريخ و حداثة و تطور، كما أن التملك يعتبر خياراً مثالياً فيها، من حيث الأسعار و الخيارات الكثيرة المتاحة التي تناسب جميع الأذواق و الاحتياجات.